Wednesday, September 16, 2015

مكانش حد غلب




العمر لحظة مقلناش حاجة، بس فيه ناس بتاخده كأنه سباق لدرجة إنك بتحسهم واخدين الدنيا كلها جري، عايزين يلحقوا كل حاجة قبل ما يمشوا من الدنيا، يلا نعرف ناس كتير ويبقوا كلهم صحابنا،  يلا نعمل مليون حاجة ملهمش علاقة ببعض في نفس الوقت، حاجات إستحالة يكون هو بيحبها أو بيلاقي نفسه فيها كلها، بس عشان يبقى إسمنا عملنا كل حاجة ومفوتناش حاجة، يلا نروح كل الحتت عشان يبقى إسمنا روحنا كل الحتت، ويلا ويلا ويلا
الواحد من دول ممكن يلاقي نفسه في آخر كل يوم وحيد، وساعات بيحس بكده وهو في وسط الناس الكتير اللي يعرفهم، أو الحاجات الكتير اللي بيعملها، وممكن جداُ يحس بزهق وفراغ من إن يومه دايماً زحمة بأحداث وبشر وأماكن.
لأن حياته بتبقى عبارة عن (تشيك ليست) بيحاول يملاها بأكبر عدد من الحاجات، أو بمعني أصح (يحشر فيها)، وهوب يجري يعمل حاجة حاجة منهم بسرعة عشان يرجع يعلم عليها، كأنه واجب وعايز يخلص منه، من غير ميقف ثانية يسأل نفسه هو عايز يعمل كده فعلاً ولا لأ، حتى الحاجات  اللي كان ممكن تكون مصدر سعادة بالنسباله،  بتتركن وتتوه تدريجياً وسط المليون حاجة اللي ملهمش لازمة ومزاحمينها، ولو في يوم لقى قدامه حاجة من اللي بجد كان نفسه فيها ممكن ميقدرش ياخدها، لأن ببساطة معندوش مكان ليها في وسط الهيصة اللي هو فيها دي.
بيعمل كده كمان في علاقاته مع الناس، بيقسم نفسه كإنه صينية بسبوسة ما بين مليون واحد، وبرضه ما بيرتحش، وبيبقى ما بين إن كل حد من اللي حواليه عايز منه دايماً أكتر وهو مش ملاحق، وبينه وبين نفسه بيبقى عارف إنه فعلاً مش محتاج الناس دي كلها في حياته وإن معظمهم بيعرفهم عشان يعلم على أكبر عدد من الناس في الليست بتاعته مش أكتر
 
لو الدنيا كانت بالجري مكانش حد غلب، الواحد ممكن حياته فيها حاجتين تلاتة في الدنيا بيعرف يعملهم كويس وبيبقى مستمتع، وأربع خمس بني آدمين بيحبهم من قلبه وفاهمينه ومتقبلينه زي ما هو، ويبقى مالك الدنيا باللي فيها، وغيره مش ملاحق لا على الحاجات ولا على الناس والدوشة والزحمة اللي حاطط نفسه في وسطها،  بس تايه ونفسه مقطوع من كتر ما جري!