Monday, November 23, 2015

ما تشوفش وحش يا أخويا

لما حد يقول للتاني إنت واحشني والأولاني يقوله متشوفش وحش، الجملة دي كانت بتستفزني وعمري ما فهمت إيه الوحش اللي في الموضوع يعني، ده أنا جي أقولك حاجة حلوة تقوم تنكد عليا كده

بس مع الوقت لقيت تفسير للجملة دي وإقتنعت بيه، أصل إن حد يوحشك دي حاجة وحشة فعلاً ربنا ما يكتبها على حد،   إحساس الإشتياق هوالوحش اللي يا رب  ما نشوفه، والوحشة _بفتح أو السكون على الواو والحاء، معرفش أنا مش جهبذ_ ليها أنواع

1- أول نوع هو "الوحشة الإجباري" ودي بتبقى لحد مش هتعرف ترجعه، تحديداً الناس اللي مشيوا من دنيتنا، بس لسه عايشين في عقلنا وقلبنا، وبنفضل نستحضر روحهم في أي حاجة بتحصلنا، في كل حدث مهم، في كل نجاح، فشل، فرح، إحباط، وكل قرار بناخده أو كل خطوة خايفين منها، وبالوقت بنستوعب غيابهم المادي، وبنعوض الغياب ده بإستحضار روحهم، أو إننا نعمل حاجة هم كانوا نفسهم يعملوها، نكمل حلم أو فكرة ليهم، أو نقرب من حبايبهم، عشان نحس إنهم لسه معانا.

2- تاني نوع هو "الوحشة الإختياري" (مؤقتة أو مسببة)، دي بتبقى بسسب سفر، أو سجن بالنسبة للشباب في المرحلة العمرية من عشرين لتلاتين سنة- بما إنه دي الخيارات المتاحة حالياً في مصر يعني-، الحاجة الحلوة الوحيدة في النوع ده إنك بتيقى عارف إنه اللي واحشك ده هيرجع في يوم من الأيام وعارف مكانه _ماعدا حالات السجن_، وإن الوضع ده مش هيستمر على طول، ودي بتبقى تصبيرتك لنفسك والحاجة اللي بتهون عليك وحشتهم، إنه كده كده هيرجع، ساعات البعد بيطول والناس مبترجعش في الوقت اللي كانوا المفروض يرجعوا فيه لأسباب كتير معظمها خارج عن إرادتهم، بس الحتة الصغيرة اللي جواك اللي بتقولك مسيره هيرجع دي بتخليك تستحمل وتستنى.

3- تالت وأسخف نوع، هو "وحشة العقاب"، وفي النوع ده بيبقى عندك مشكلة مع حد فبدل ما تقعدوا وتستهدوا بالله وتاخدوا وتدوا في الكلام، بيقرر اللي قدامك إنه يربيك من الآخر، ويختفي من حياتك فجأة وكأنه بيقولك بص يا نجم حياتك هتبقى زبالة من غيري إزاي، ومش هتعرف تعيش، مع إن إنت كمان واحشه وحياته برضه مش أحسن حاجة يعني، وممكن تبقى متنيلة بستين نيلة أكتر منك، بس هي دي طريقته في حل المشاكل، يهددك بغيابه لأنه خايف من المواجهة والجدال، فمن وجهة نظره كده هو بيجيب من الآخر، الناهية في النوع ده بتيجي مع الوقت  إنك مرة في التانية هتلاقي اللي إن الشخص ده بيقل عندك كده، وهييجي مرة يسيبك عشان يربيك  ويستناك تيجي ترجعه تاني مش هيلاقيك، وهيبقى هو اللي وصلك لكده (بيدي لا بيد عمرو).

4-آخر نوع بقى، هو "وحشة الغياب" (التغيير)، مش ساعات بتقول لنفسك واحشني صاحبي فلان أيام الجامعة، أو قبل ما يسافر، أو قبل ما يشتغل الشغلانة الجديدة أو قبل ما يتلم على الشلة دي، أو أو، في ناس كده لما بيحصلهم تغيير كبير في أي حاجة في حياتهم، التغيير ده بينعكس على شخصيتهم وطريقة تعاملهم مع اللي حواليهم، من الآخر الحاجة دي بتبهت عليهم، يعني هم لو بيشتغلوا في بيئة  ومع ناس زي الزفت، طريقتهم هتبقى زي الزفت برضه،  الناس دي ما بتبقاش قاصدة إنها تتغير، هم بس بيبقوا "سريعي التأثر" بأي وكل حاجة وحاجة حواليهم، ومعندهمش القوة أوالقدر على المقاومة اللي ممكن تبقى عند ناس تانية، فيروحوا ويرجعوا كتير والدليل إنهم كانوا كويسين في فترات تانية من حياتهم، ودي الفترات اللي بتوحشك أو بمعنى أصح بيوحشوك هم فيها.


الوحشة مش بالمسافات ولا السفر ولا حتى الموت،  في ناس واحشانا وهي عايشة معانا تحت سقف واحد. متشوفوش وحش يا جماعة.

Tuesday, November 3, 2015

العمر واحد

"محدش بيموت ورا حد"، سمعت الجملة دي كجزء من تعليق على قصة اتنين جوازتهم باظت قبل الفرح بحاجة بسيطة عشان حاجات تافهة، بس اللي الأهالي كبروها.
الجملة خلتني أقعد مع نفسي كده وأفكر، لقيت إن آه الحياة بتمشي وبتكمل، ومحدش بيموت ورا حد

الأم بتموت، والأب والأخ والابن والزوج والحبيب والصديق، كل دول ممكن يروحوا، وإنت تفضل وحياتك متقفش وتفضل عايش،
صحيح فيه حتة من روحك بتطفي مع كل عزيز بيروح على حسب غلاوته، بس في نفس الوقت غريزة البقاء عندك كإنسان بتديك زقة عشان تكمل.

أنا فاكرة مرة شفت ست فقدت عيلتها كلها في القصف الإسرائيلي على غزة سنة 2006، وإزاي كانت بتتكلم بمنتهى الثبات وإنها ناوية تبني عيلة جديدة وتخلف أولاد تربيهم وتكبرهم عشان يحاربوا العدو اللي خطف منها حبايبها كلهم، الست كانت متشعلقة في الحياة حرفياً، كانت ماسكة في الدنيا بإيدها وسنانها لأنها فعلاً عارفة قيمتها، وعندها هدف تعيش عشانه، هي عارفة إن كان بينها وبين الموت شعرة وإنه دايماً هيفضل قريب منها، عشان كده قدرت الفرصة اللي جاتلها عشان تكمل في الدنيا، شفت بعد كده زيها في أماكن كتير وبقصص مختلفة، بس كلهم كان عندهم سبب يخليهم يعيشوا ويكملوا.

قررت أقارن بين حال الست دي وبين حالي أنا لما فقدت صديقة –هي لسه عايشة، بس ماتت بالنسبالي- في وقنها أنا كنت متخيلة إن الدنيا خلصت، إزاي هعرف أعيش من غيرها، ده إحنا كنا على طول مع بعض، هقدر أثق في حد جديد تاني زي ما كنت بثق فيها،  طب هعرف أحب حد أوي تاني كده أصلاً، وأسئلة درامية من النوع ده كتير، عدا على الحوار ده سنتين، مقدرش أقول دلوقتي إني نسيتها ولا إني تخطيت الموضوع بشكل كامل.
بس أقدر أقول إن بقى عندي أصدقاء بحبهم وبثق فيهم أكتر ما كنت بحبها وبثق فيها، ودي الحاجة اللي كانت من رابع المستحيلات بالنسبالي إنها تحصل في وقت ما.

لأ يا جماعة، الحياة مبتقفش،  ولا حد بيموت ورا حد، ولا حتى ورا حاجة أو حلم، بنتعب وبنتسحل وبنعجز وبيركبنا الهم وبنحبط، بس بنفضل عايشين، لأنه لسه فينا نفس وطاقة، ولأن لسه عندنا فرصة تانية عشان نشوف ونجرب ونحب ونعرف ونتعلم، لسه قدامنا حياة، وأجلك هييجي هييجي بس في معاده لا حاجة هتأخره ولا حاجة هتستعجله، عشان العمر واحد.

Wednesday, September 16, 2015

مكانش حد غلب




العمر لحظة مقلناش حاجة، بس فيه ناس بتاخده كأنه سباق لدرجة إنك بتحسهم واخدين الدنيا كلها جري، عايزين يلحقوا كل حاجة قبل ما يمشوا من الدنيا، يلا نعرف ناس كتير ويبقوا كلهم صحابنا،  يلا نعمل مليون حاجة ملهمش علاقة ببعض في نفس الوقت، حاجات إستحالة يكون هو بيحبها أو بيلاقي نفسه فيها كلها، بس عشان يبقى إسمنا عملنا كل حاجة ومفوتناش حاجة، يلا نروح كل الحتت عشان يبقى إسمنا روحنا كل الحتت، ويلا ويلا ويلا
الواحد من دول ممكن يلاقي نفسه في آخر كل يوم وحيد، وساعات بيحس بكده وهو في وسط الناس الكتير اللي يعرفهم، أو الحاجات الكتير اللي بيعملها، وممكن جداُ يحس بزهق وفراغ من إن يومه دايماً زحمة بأحداث وبشر وأماكن.
لأن حياته بتبقى عبارة عن (تشيك ليست) بيحاول يملاها بأكبر عدد من الحاجات، أو بمعني أصح (يحشر فيها)، وهوب يجري يعمل حاجة حاجة منهم بسرعة عشان يرجع يعلم عليها، كأنه واجب وعايز يخلص منه، من غير ميقف ثانية يسأل نفسه هو عايز يعمل كده فعلاً ولا لأ، حتى الحاجات  اللي كان ممكن تكون مصدر سعادة بالنسباله،  بتتركن وتتوه تدريجياً وسط المليون حاجة اللي ملهمش لازمة ومزاحمينها، ولو في يوم لقى قدامه حاجة من اللي بجد كان نفسه فيها ممكن ميقدرش ياخدها، لأن ببساطة معندوش مكان ليها في وسط الهيصة اللي هو فيها دي.
بيعمل كده كمان في علاقاته مع الناس، بيقسم نفسه كإنه صينية بسبوسة ما بين مليون واحد، وبرضه ما بيرتحش، وبيبقى ما بين إن كل حد من اللي حواليه عايز منه دايماً أكتر وهو مش ملاحق، وبينه وبين نفسه بيبقى عارف إنه فعلاً مش محتاج الناس دي كلها في حياته وإن معظمهم بيعرفهم عشان يعلم على أكبر عدد من الناس في الليست بتاعته مش أكتر
 
لو الدنيا كانت بالجري مكانش حد غلب، الواحد ممكن حياته فيها حاجتين تلاتة في الدنيا بيعرف يعملهم كويس وبيبقى مستمتع، وأربع خمس بني آدمين بيحبهم من قلبه وفاهمينه ومتقبلينه زي ما هو، ويبقى مالك الدنيا باللي فيها، وغيره مش ملاحق لا على الحاجات ولا على الناس والدوشة والزحمة اللي حاطط نفسه في وسطها،  بس تايه ونفسه مقطوع من كتر ما جري!

Monday, August 31, 2015

حب، روح للناس يا حب

وأنا بسمع الأغنية دي بالصدفة كده، وبالذات في الحتتين الإنجليزي والفرنساوي اللي " يسرا" بتغنيهم  ورا بعض دول، حضرني سؤال مفاجيء كده

هو الحب هو غاية ولا وسيلة؟

يعني هل السعادة  في إننا
نلاقي الحب ولا الحب هو الوسيلة عشان نلاقي السعادة؟؟   

بصراحة في الأول _اللي هو زمان يعني وأنا صغيرة_  كنت فاكرة إن الحب هو اللي بيجيب السعادة، نقف هنا ثانية،  الحب بأشكاله الكتير عشان فيه ناس مبتشوفش في الحب غير بتاع الجواز وبس، وده منتهى الغباء والظلم عشان فيه أنواع أعظم بكتير بس مش موضوعنا، المهم نرجع ليا، في حالتي أنا بقى كان حب الناس ساعتها هو المقياس بتاعي، بمعنى إني كنت متخيلة  إن لما كل الناس هتحبني _من غير نفاق لا مني ولا منهم_ أنا هبقى سعيدة، فضلت كتير بصراحة فاكرة كده لحد ما صحيت في يوم بصيت لروحي فجأة ونزلت دمعتي، لأني لقيت إنه الحمد لله أنا عندي قدر كويس من حب الناس بس أنا مش سعيدة، بالعكس أنا مهمومة.

ساعتها إكتشفت إن أنواع الحب بتختلف، يعني الحب اللي إنت بتبقى محتاجه غير الحب اللي الحب اللي الناس قادرة تقدمهولك، غير بقى النوع  اللي الناس مستنياه منك، غير برضه اللي إنت هتبقى قادر تقدمه وهكذا،.
هي طلعت دايرة حلزونية مريبة الحقيقة
لقيت كمان إن الحب ينفع يبقى وسيلة وغاية في نفس الوقت على حسب إنت محتاج إيه
الحب وسيلة ، وسيلة لفهم نفسك ومعرفة نواقصك وإحتياجاتك، لأن الحب بكل أشكاله بيظهر أفضل وأسوأ جوانبك واللي في أوقات كتيرة مبتكونش إنت شخصياً عارفها، لأن عمرها ما ظهرت، جوانب زي تضحية وحكمة، أو أنانية وتهور وغيرة وإنتقام              
الحب وسيلة، بتساعدك إنك تحط إيدك على مكان وجعك اللي عمرك ما شفته
الحب وسيلة، عشان بيخليك تزعل وتُحبط، وبعدها ترجع أقوى مليون مرة
الحب وسيلة عشان  تتعلم من نفسك قبل ما تتعلم من اللي حواليك

الحب كمان ممكن يبقى غاية
الحب غاية لأي حد نفسه يحس بالسلام في وسط الزحمة دي
الحب غاية لحياة كلها صراعات ومشاكل
والحب غاية لحد عايز يحس إنه عايش بجد، مش شوية أيام بيقضيها وهيمشي


وبعيد عن الغاية والوسيلة، الحب مراية بتعكسك على حقيقتك بالضبط، الحب هو أقوى ضعف في حياتنا، وعشان كده صدقت الست يسرا لما قالت "والله ما لينا غيره"


 

Saturday, August 22, 2015

"إن زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده"

كتير أوي كانت ماما بتقولي المقولة دي زمان_يمكن هي متفتكرش دلوقتي بس أنا فاكرة_، من المرات اللي علقت في دماغي، لما قلتلها إني هاكل جزر كتير عشان أنا نظري ضعيف وسمعت إن الجزر بيقوي النظر فقالتلي الأول إن مهما كلت فالفايدة هتدخل الجسم بمقدار معين وقعدت تشرح الموضوع من ناحية طبية وعلمية، وفي الآخر قالتلي إن الحاجة لما بتزيد عن حدها ممكن تتقلب لضدها، فكتر الحاجة المفيدة
ممكن يقلبها لحاجة مضرة، لما كبرت شفت المقولة دي بصور تانية
 لما بتكون كإنسان محدش من اللي حواليك مستني منك حاجة، أحياناً ده بيكون شيء مريح، بيديك براح وحرية إنك تجرب وتشوف، وساعتها لو نجحت هتبقى عملت إنجاز، ولو فشلت ماهو محدش كان مستني منك حاجة أصلاً، على الناحية التانية  بقى اللي بيبقى كل اللي حواليه مستنيين منه طول الوقت، في الظاهر ومن بره ده بيبقى شكله (ثقة) أو (حب) أو (تشجيع) للشخص ده، وإن اللي حواليه كلهم واثقين ومآمنين بقدراته، والثقة دي بتحطه تحت ضغط إنه لازم يعمل الحاجة اللي هم متخيلينها دي، ويبدأوا يحاسبوه على الأساس ده.

 الموضوع بيبقي إن اللي حواليه بيحاولوا يحققوا أحلامهم اللي معرفوش أو ملحقوش يحققوها من خلاله، يرجعوا الوقت أو الفرص اللي ضاعت منهم من خلاله، من الآخر يعوضوا اللي فاتهم، أو يعيشوا حياتهم من تاني من خلاله برضه،  من غير ما يحسوا بيسحبوا من حياة وطاقة وروح الشخص ده، وبييجي يلاقي  نفسه فجأة  خلاص شطب، مش قادر يعمل حاجة خالص ومش عارف يجيب طاقة تخليه يقدر، بيحس بالعجز لأنه عارف الحاجة اللي نفسه يروحلها بس مش قادر، وبيحس في نفس الوقت بإحباط لنفسه ولكل اللي وثقوا فيه وشجعوه وحبوه دول.
ويبيقى قصاد كل كلمة (إنت عبقري، إنت هايل، ليه مش بتستغل مواهبك) مش عارف يقول إنه مش قادر وإنه عايش بالزق أصلاً، لأنه شايل همومه وهموم غيره.

الحرية اللي ممكن الأهالي يدوها لولادهم  بنفس دوافع  الثقة والحب والتشجيع، الأب أو الأم من دول يقول " أنا عارف أنا مربي ولادي إزاي وبثق فيهم، ومديهم حريتهم عشان مش عايز أخنقهم"، وتبقى دي الشماعة اللي بيتعلق عليها عدم المتابعة والإهتمام والرعاية، والعلاقة اللي بتتحول بمرور  الوقت لعلاقة أوتوماتيك، زي العلاقة بمكنة ال(إيه تي إم) بالضبط، مع إنك ممكن تدي إبنك أو بنتك الحرية بس مترميش طوبته يعني، ومتبقاش عارف هو في سنة كام ولا بيحب إيه، ولا مين أصحاب بنتك وبتحلم بإيه، يبقى حر بس في نفس الوقت يعرف إن ليه ظهر وسند واقف وراه من غير ما يكون كاتم على نفسه

كلامي ده مش معناه إن محدش يحب ولا يثق ولا يشجع حد، بس ساعات الحاجات دي لو الواحد متحكمش في طريقتها ولا في دوافعها، بتبقى بالضبط عاملة زي الجزر اللي كنت باكله وأنا صغيرة،
الحاجة المفيدة اللي لما بتزيد عن حدها ممكن تتقلب لضدها.

Monday, August 17, 2015

جيت الدنيا إزاي، ومنين إنت جاي؟؟


" جيت الدنيا إزاي، ومنين إنت جاي" 


بصراحة مالقيتش بداية أحسن من الجملة اللي غناها خالد سليم في أغنية (عالم تاني)، أيام ما كان محتاس في شعره، وبيحط فيه جل وفازلين مع بعض، وبيحب داليا البحيري في كل الأفلام. المهم ماعلينا خلينا في موضوعنا  

 بما إن الواحد مش عارف هو جه الدنيا إزاي وليه، وهيمشي منها إمتى، وحاجات تانية  تُعتبر من أساسيات وجوده، يبقى من الغباء لو أي حد فينا إدعى إنه عارف السكة الأصلح في الدنيا، وإن هي سكة واحدة مفيش غيرها، أو إنه عارف أي حاجة أصلاً. كتير مننا بيعيشوا ويموتوا وهم لسه معرفوش نفسهم ولا قدروا حتى يتفاهموا معاها، والمحظوظين هم اللي بيعرفوا يتعاملوا مع نفسهم ويتصالحوا معاها، وحتى دول كمان  كتير بيجيلهم لحظات بيشكوا فيها ويتوهوا ويتعبوا ويقاوحوا،عشان يعرفوا يقوموا من تاني

 لو طلعنا بره نفسنا بقى وبصينا عليها من فوق كده، عشان نشوف المكان اللي إحنا واقفين فيه في الدنيا، والحاجة اللي بنعملها سواء شغلانة ولا دراسة ولا حتى هواية أو رياضة، قرارتنا وإختيارتنا في الدنيا زي اللي قرر إنه يتعلم صنعة ويشتغل لحد ما يكبر فيها ويبقى ده مستقبله وأكل عيشه، ولا إختيار ست إنها تفرغ حياتها من كل حاجة وميبقاش عندها إلا هدف واحد هو إنها  تهتم بأسرتها وتربي أولادها، ولا واحد قرر إنه مايشتغلش وميتعبش ويعيش بس عشان يتمتع طول ما عنده أهله عندهم القدرة يصرفوا عليه، ولا غيره اللي قرر يعمل أي وكل حاجة من تعب وتضحيات عشان يحقق حلم إتمناه سنين

نشوف كمان الناس اللي حوالينا، من أسرة وأصحاب وأي حد قريب مننا، نشوف شريك حياتنا، هل كل واحد لاقي نفسه في مكانه ده بالدور والمساحة دي في حياة الناس دول، والعكس. هل حاسس إن دي حياتك اللي إتمنتها بجد؟

لو حسيت للحظة إن ده مش مكانك  إمشي ومتقاوحش. عشان ده معناه إنه ماكنش ولا هيكون في يوم مكانك، وإفتكر دايماً إن أرض الله واسعة، دورعلى مكانك اللي شبهك وإبدأ من جديد، ومتضيعش وقت قد اللي ضاع

ماتعملش زي الأهالي اللي بيبقوا عايزين يقيفوا هدومهم ويخلوها على مقاس عيالهم، الهدوم هتتقيف مرة وإتنين بس في التالتة القماشة هتدوب، وهتضطر ترقعها، كلنا بنعمل كده مع نفسنا في أي علاقة، بنحط رقع ونداري عشان خايفين نمشي، خايفين منلاقيش سكة تانية، أو خايفين نتوه


إنت جاي الدنيا رحلة، وفي أي رحلة حلوة لازم تتوه وتلف وتشوف عشان تتعلم، وعشان تلاقي قصص وحاجات تحكيها لما ترجع،  فمتوهش وإنت مرقع!

Wednesday, August 12, 2015

الحلم الكاذب !!

الحلم الكاذب ده حاجة عاملة زي الحمل الكاذب كده، شكلها اللي بره غير الحقيقة اللي جوه، زي الحاجة اللي بتجري وراها النهاردة وشايف الوصول ليها هو حلم حياتك، واللي ممكن بعد ما توصلها تطلع زي سراب المياه اللي في الصحرا

زي الشغلانة اللي ياما حلمت بيها، ودلوقتي بقت مش أكتر من مجرد روتين يومي ممل مالوش أي طعم 
زي الإنسان اللي إتمنيت تكمل حياتك معاه، وااللي بقى مجرد معرفة قديمه،  لبس مبقاش على مقاسك وإديته لحد تاني 
زي الصديق اللي كنت بتعتبره أكتر من أخ، واللي بقى لو إتقال إسمه قدامك ممكن تقعد شوية لحد ماتفتكر هو مين ده 
زي الشهرة اللي عشت مستنيها طول عمرك، واللي بقت زي ماسك لابسه طول الوقت خانقك ومخليك مش عارف تتنفس 
زي ستايل الحياة المبهر أو اللي "بيلمع"، وكان نفسك تعيشه، بقى بالضبط زي باروكة شعر ولا عدسات ملونة، تأثيرهم طول ما إنت بتستخدمهم  أو "جواهم" بس 

زي شكل الجسم المعين، اللي كنت حاطه قدام عينك كنموذج على طول عشان توصله، بقى زي القالب اللي إتحبست فيه   " البنت المزة، الولد الفورمة"  
زي الحاجات أو الهوايات اللي كنت مابتلاقيش نفسك إلا فيها، بس عشان خاطر الناس بطلت تعملها، وبقيت عايش زي الغريب





بنتعب نفسنا كتير أوي عشان نحقق اللي بنحلم بيه،  وتعبنا ده بيروح علي الفاضي، لأننا من الأول مش عارفين إحنا بنحلم بإيه، زي اللي بيبني عمارة من غير أساس، الأحلام مش يونيفورم، يعني مش لازم كلنا نحلم زي بعض أو مع بعض، الأحلام زي البصمة أو نبرة الصوت، حاجة لشخص واحد، وواحد بس. 

فروت سلاد

ولأن كل اللي يعرفني يعرف قد إيه أنا بحب الخضار والفاكهة، وتحديداً الفاكهة، ففي قعدة تجلي كده قعدت أحاول أبص للناس وأصنف شخصياتهم على أنواع فاكهة، ولقيت إن في شخصيات عاملة زي الموزة شكلها مميز ومختلف عن كل الفاكهة، بس ليها قشرة واحدة تتشال بسهولة وخلاص،  وبعد ما تتشال لو متاكلتش في وقت قليل هتسود وتبوظ وتتضطر ترميها، لأن خلاص القشرة اللي كانت حامياها ومخلاياها ماسكة نفسها وعاملالها قيمة راحت. وفي اللي زي الأناناس شكله من بره كده ممكن يقفلك وتكسل تقشره وتروح تستسهل وتشتري من اللي في العلب ده، وتضيع على نفسك متعة طعم الأناناسة الفريش اللي من وجهة نظري من أحلى الفواكه، عشان كده الشخصيات الأناناس دول مابيقربش منهم إلا اللي فاهمهم ويعرف يقدرهم صح. في كمان الناس اليوستفندي، بذرهم كتير صحيح، بس متعرفش تستبدل المزازة اللي في اليوستفندي دي بأي فاكهة تانية، فهتستحمل البذر وقرفه وإنت راضي، نيجي للكانتلوب بقى ودول كتير بصراحة، حاجة كده لاهو مش بطيخ ولا شمام، وأنا شخصيا ً بيفكرني بالخيار، يعني الشخصية اللي مفهاش حاجة مميزة لدرجة إنك تفتكرها بيها، وممكن تستغني عنها بشخصيات تانية كتير، ومش هتحس إن في حاجة ناقصاك. نوسع بقى يا عم إنت وهو للبرنسيسة اللي الواحد بيقعد يستناها بالشهور، المانجة وما أدراك ما المانجة، مابتظهرش إلا في وقت معين بس يوم متظهر تقريباً مابتشوفش غيرها،  ومحدش بيعرف يعمل نفس التأثير اللي هي بتعمله. أما بقى اللي يا ترفعك لسابع سما أو تخسف بيك لسابع أرض، البطيخة، إنت ونصيبك يا برنس تطلع بطيخة حمرا وتنسيك هموم الدنيا يا تطلع لامؤخذة قرعة وتطلع عفاريتك، أحب أختم بفاكهتي المفضلة دائماً وأبداً واللي كنت بتعذب منها وأنا صغيرة بسبب الحساسية بس محدش قدر يفرقنا عن بعض أبداً يا عمري، الفراولة يا جماعة يا جماعة، بصوا أنا مش محتاجة أتكلم عشان هي شارحة نفسها يعني، لا كبيرة زي البطيخة ولا ليها قشرة تخينة زي الأناناسة، صغيرة وسهلة وبنت حلال، بس خلي بالك، بتبوظ بسرعة لو إتسابت، والموسم بتاعها مش طويل، يعني لو معرفتش تتعامل معاها صح، هتخسرها وترجع تندم 

الخلاصة: كلوا فاكهة كتير، اللي مش عاجبك إبعد عنه، واللي تحبه كتر منه.

روح للشر وغنيله!

بنعيش في رحلة هروب من أول ما بنتولد، وعلى طول بنجري من حاجة، من أول ما كنا
صغيرين، لما كان الواحد فينا بيعمل عملة، ولا يزوغ من المدرسة ويتقفش_آه على أيامنا دي كانت عملة_، ولا يجيب كحكة في الشهادة _مصطلح لأجيال ما قبل الألفينات_، كانت أول حاجة بتيجي في دماغنا هو إن إزاي أهلنا ميعرفوش، نفس المبدأ لو كسرنا حاجة في البيت، يبيقى إنه إزاي نداريها أو نتدارى إحنا شخصياً، بعدها الواحد كبر شوية ودخل الجامعة وبقى شاب أو شابة ملو هدومهم كده، لكن نفس الهروب كان بيتكرر لو حد قرر يغير مثلاً مجال دراسته اللي في حالات كتير بيبقى الأهل  اللي مختارينه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكرة الجهر بقرار زي ده بتكون مرعبة، أنا أعرف ناس كتير حولوا من كلياتهم وأهلهم معرفوش لحد ما إتخرجوا
حتى في علاقاتنا الإجتماعية لما بنكون زعلانين من حد أو العكس، بيكون برضه أول حاجة نفكر فيها إنه إزاي نتجنبه ومنشوفوش، ولو الزعل تطور ووصلنا لكره يبقى ندعي ربنا ياخد البني آدم ده، عشان منشوفوش للأبد بقى ونخلص
نسببنا من كل ده، ده حتى بيننا وبين نفسنا لما الواحد بيكون زعلان وداخل كده على بدايات إكتئاب، بيفكر يا في الأكل يا في النوم_ وأحياناً الإتنين_ عشان يهرب من الحاجة اللي مضايقاه، أو لو الموضوع متعلق بقرار أو إختيار مصيري في الحياة، نقرر نتتواكل على قد مانقدر بمبادئ وجمل بنسيء إستخدامها زي (إن شاء الله، ربك يسهلها، أو أنا صليت إستخارة) على أساس إنه كده خلاص القرار هيتاخد من نفسه أول ما الواحد يسلم من صلاة الإستخارة، أو إنه تساهيل ربنا دي بتتباع في كارفور،
كل اللفة اللي بتتعمل دي عشان الواحد يهرب على قد مايقدر عن تحمل مسئولية المخاطرة بتاعة الإختيار أو القرار بنمشي طول حياتنا على مثل "إبعد عن الشر وغنيله"، مع تعميم الشر ده على أي حاجة مش على الخط المستقيم اللي الواحد بيرسمه لحياته،
أو بمعنى أصح الخط اللي إتولد لقاه مرسومله عشان يمشي عليه، بييتعب ويقاوح عشان يقيف نفسه على الخط ده، مع إنه يقدر يرسم لنفسه مليون خط جديد أسهل وأريح، بس بيخاف أو بيهرب، ويقنع نفسه إنه خليك بعيد، عن وجع القلب، يا ابني من خاف سلم، وإبعد عن الشر وغنيله
بس مين قال إن البعيد شر ، البعد عن الحاجة اللي مخوفانا هو اللي بيكبرها وبيديها قيمة فبتتحول مع الوقت لشر، جرب كده قوم روح للشر وغنيله، هتلاقيه بيرقص وهاززلك ديله


يلا باي.

شفتني وأنا ميت !

صحيح الموضوع بدأ بإيفيه بيني وبين نرمين وديدو، وفضلنا نسف عليه فترة ومازلنا بصراحة، بس فجأة كده وأنا قاعدة بفكر في مشكلة مكلكعة كده وجعانة كمان، جه في دماغي التلات أسئلة دول، إمتى هنموت وفين وإزاي، خلينا نبدأ بإمتى، الواحد ممكن يحس إنه ميت لما يبقى عايش في الماضي، لسه موجود في الحاجات اللي خلاص خلصت، بيندم على القرارات اللي معملهاش، والكلمات اللي مقلهاش، اﻷماكن اللي مراحهاش، والناس اللي معرفهاش،  وكل الحاجات اللي وقتها عدى دي. بالنسبة بقى ﻷين، فهيبقى في مكانك، هتموت في جلدك، في نفسك. نيجي بقى لكيف، وأنا سبتها للآخر عشان دي الخلاصة، بصوا يا أسيادنا في كذا طريقة، أول واحدة منهم هي طريقة (اﻷوفردوز) زي المخدرات كده، بس دي بقى أوفردوز مشاعر (حب، كره، هم، حزن، إنتقام، خوف) وآه الحب لما بيكتر زيادة ممكن يموت الإنسان، تاني طريقة بقى هي (بح) وإن الواحد يلاقي نفسه خلص خلاص، وإنه إستهلك كل وأي حاجة في نفسه، لحد ما إتحول لخيال مآتة بس بلسان، الطريقة التالتة بتبقى (الغشامة)، ودي عاملة زي ما يكون حد بيحاول يشغل خلاط بموتور عربية أو العكس، يعني واحد  بتزنقه في مكان أصغر منه، وبتحبسه، فبيموت من الخنقة  والزنقة، أو واحد بتديله أكبر من حجمه ومن طاقته فبالوقت يا بيولع يا بينفجر، فيه بقى طريقة رابعة، ودول الناس اللي بتموت من قلة الحياة، الناس اللي معملوش حاجة خالص من ساعة ما إتولدوا، بيتحطوا في أي مكان وخلاص، أي حد بيحركهم في أي وقت، كأنهم برواز، أو عروسة من اللي تدوس على بطنها تصوت دي، والناس دي بينطبق عليها مقولة زي ما راحوا زي ما رجعوا، وجودهم زي عدمه.
كلنا ميتين أو متنا قبل كده، أو بنموت أو هنموت بطريقة ما، المهم إنك متعجلش بموتك ده، أو ميبقاش موتك بإيدك.