Monday, August 31, 2015

حب، روح للناس يا حب

وأنا بسمع الأغنية دي بالصدفة كده، وبالذات في الحتتين الإنجليزي والفرنساوي اللي " يسرا" بتغنيهم  ورا بعض دول، حضرني سؤال مفاجيء كده

هو الحب هو غاية ولا وسيلة؟

يعني هل السعادة  في إننا
نلاقي الحب ولا الحب هو الوسيلة عشان نلاقي السعادة؟؟   

بصراحة في الأول _اللي هو زمان يعني وأنا صغيرة_  كنت فاكرة إن الحب هو اللي بيجيب السعادة، نقف هنا ثانية،  الحب بأشكاله الكتير عشان فيه ناس مبتشوفش في الحب غير بتاع الجواز وبس، وده منتهى الغباء والظلم عشان فيه أنواع أعظم بكتير بس مش موضوعنا، المهم نرجع ليا، في حالتي أنا بقى كان حب الناس ساعتها هو المقياس بتاعي، بمعنى إني كنت متخيلة  إن لما كل الناس هتحبني _من غير نفاق لا مني ولا منهم_ أنا هبقى سعيدة، فضلت كتير بصراحة فاكرة كده لحد ما صحيت في يوم بصيت لروحي فجأة ونزلت دمعتي، لأني لقيت إنه الحمد لله أنا عندي قدر كويس من حب الناس بس أنا مش سعيدة، بالعكس أنا مهمومة.

ساعتها إكتشفت إن أنواع الحب بتختلف، يعني الحب اللي إنت بتبقى محتاجه غير الحب اللي الحب اللي الناس قادرة تقدمهولك، غير بقى النوع  اللي الناس مستنياه منك، غير برضه اللي إنت هتبقى قادر تقدمه وهكذا،.
هي طلعت دايرة حلزونية مريبة الحقيقة
لقيت كمان إن الحب ينفع يبقى وسيلة وغاية في نفس الوقت على حسب إنت محتاج إيه
الحب وسيلة ، وسيلة لفهم نفسك ومعرفة نواقصك وإحتياجاتك، لأن الحب بكل أشكاله بيظهر أفضل وأسوأ جوانبك واللي في أوقات كتيرة مبتكونش إنت شخصياً عارفها، لأن عمرها ما ظهرت، جوانب زي تضحية وحكمة، أو أنانية وتهور وغيرة وإنتقام              
الحب وسيلة، بتساعدك إنك تحط إيدك على مكان وجعك اللي عمرك ما شفته
الحب وسيلة، عشان بيخليك تزعل وتُحبط، وبعدها ترجع أقوى مليون مرة
الحب وسيلة عشان  تتعلم من نفسك قبل ما تتعلم من اللي حواليك

الحب كمان ممكن يبقى غاية
الحب غاية لأي حد نفسه يحس بالسلام في وسط الزحمة دي
الحب غاية لحياة كلها صراعات ومشاكل
والحب غاية لحد عايز يحس إنه عايش بجد، مش شوية أيام بيقضيها وهيمشي


وبعيد عن الغاية والوسيلة، الحب مراية بتعكسك على حقيقتك بالضبط، الحب هو أقوى ضعف في حياتنا، وعشان كده صدقت الست يسرا لما قالت "والله ما لينا غيره"


 

Saturday, August 22, 2015

"إن زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده"

كتير أوي كانت ماما بتقولي المقولة دي زمان_يمكن هي متفتكرش دلوقتي بس أنا فاكرة_، من المرات اللي علقت في دماغي، لما قلتلها إني هاكل جزر كتير عشان أنا نظري ضعيف وسمعت إن الجزر بيقوي النظر فقالتلي الأول إن مهما كلت فالفايدة هتدخل الجسم بمقدار معين وقعدت تشرح الموضوع من ناحية طبية وعلمية، وفي الآخر قالتلي إن الحاجة لما بتزيد عن حدها ممكن تتقلب لضدها، فكتر الحاجة المفيدة
ممكن يقلبها لحاجة مضرة، لما كبرت شفت المقولة دي بصور تانية
 لما بتكون كإنسان محدش من اللي حواليك مستني منك حاجة، أحياناً ده بيكون شيء مريح، بيديك براح وحرية إنك تجرب وتشوف، وساعتها لو نجحت هتبقى عملت إنجاز، ولو فشلت ماهو محدش كان مستني منك حاجة أصلاً، على الناحية التانية  بقى اللي بيبقى كل اللي حواليه مستنيين منه طول الوقت، في الظاهر ومن بره ده بيبقى شكله (ثقة) أو (حب) أو (تشجيع) للشخص ده، وإن اللي حواليه كلهم واثقين ومآمنين بقدراته، والثقة دي بتحطه تحت ضغط إنه لازم يعمل الحاجة اللي هم متخيلينها دي، ويبدأوا يحاسبوه على الأساس ده.

 الموضوع بيبقي إن اللي حواليه بيحاولوا يحققوا أحلامهم اللي معرفوش أو ملحقوش يحققوها من خلاله، يرجعوا الوقت أو الفرص اللي ضاعت منهم من خلاله، من الآخر يعوضوا اللي فاتهم، أو يعيشوا حياتهم من تاني من خلاله برضه،  من غير ما يحسوا بيسحبوا من حياة وطاقة وروح الشخص ده، وبييجي يلاقي  نفسه فجأة  خلاص شطب، مش قادر يعمل حاجة خالص ومش عارف يجيب طاقة تخليه يقدر، بيحس بالعجز لأنه عارف الحاجة اللي نفسه يروحلها بس مش قادر، وبيحس في نفس الوقت بإحباط لنفسه ولكل اللي وثقوا فيه وشجعوه وحبوه دول.
ويبيقى قصاد كل كلمة (إنت عبقري، إنت هايل، ليه مش بتستغل مواهبك) مش عارف يقول إنه مش قادر وإنه عايش بالزق أصلاً، لأنه شايل همومه وهموم غيره.

الحرية اللي ممكن الأهالي يدوها لولادهم  بنفس دوافع  الثقة والحب والتشجيع، الأب أو الأم من دول يقول " أنا عارف أنا مربي ولادي إزاي وبثق فيهم، ومديهم حريتهم عشان مش عايز أخنقهم"، وتبقى دي الشماعة اللي بيتعلق عليها عدم المتابعة والإهتمام والرعاية، والعلاقة اللي بتتحول بمرور  الوقت لعلاقة أوتوماتيك، زي العلاقة بمكنة ال(إيه تي إم) بالضبط، مع إنك ممكن تدي إبنك أو بنتك الحرية بس مترميش طوبته يعني، ومتبقاش عارف هو في سنة كام ولا بيحب إيه، ولا مين أصحاب بنتك وبتحلم بإيه، يبقى حر بس في نفس الوقت يعرف إن ليه ظهر وسند واقف وراه من غير ما يكون كاتم على نفسه

كلامي ده مش معناه إن محدش يحب ولا يثق ولا يشجع حد، بس ساعات الحاجات دي لو الواحد متحكمش في طريقتها ولا في دوافعها، بتبقى بالضبط عاملة زي الجزر اللي كنت باكله وأنا صغيرة،
الحاجة المفيدة اللي لما بتزيد عن حدها ممكن تتقلب لضدها.

Monday, August 17, 2015

جيت الدنيا إزاي، ومنين إنت جاي؟؟


" جيت الدنيا إزاي، ومنين إنت جاي" 


بصراحة مالقيتش بداية أحسن من الجملة اللي غناها خالد سليم في أغنية (عالم تاني)، أيام ما كان محتاس في شعره، وبيحط فيه جل وفازلين مع بعض، وبيحب داليا البحيري في كل الأفلام. المهم ماعلينا خلينا في موضوعنا  

 بما إن الواحد مش عارف هو جه الدنيا إزاي وليه، وهيمشي منها إمتى، وحاجات تانية  تُعتبر من أساسيات وجوده، يبقى من الغباء لو أي حد فينا إدعى إنه عارف السكة الأصلح في الدنيا، وإن هي سكة واحدة مفيش غيرها، أو إنه عارف أي حاجة أصلاً. كتير مننا بيعيشوا ويموتوا وهم لسه معرفوش نفسهم ولا قدروا حتى يتفاهموا معاها، والمحظوظين هم اللي بيعرفوا يتعاملوا مع نفسهم ويتصالحوا معاها، وحتى دول كمان  كتير بيجيلهم لحظات بيشكوا فيها ويتوهوا ويتعبوا ويقاوحوا،عشان يعرفوا يقوموا من تاني

 لو طلعنا بره نفسنا بقى وبصينا عليها من فوق كده، عشان نشوف المكان اللي إحنا واقفين فيه في الدنيا، والحاجة اللي بنعملها سواء شغلانة ولا دراسة ولا حتى هواية أو رياضة، قرارتنا وإختيارتنا في الدنيا زي اللي قرر إنه يتعلم صنعة ويشتغل لحد ما يكبر فيها ويبقى ده مستقبله وأكل عيشه، ولا إختيار ست إنها تفرغ حياتها من كل حاجة وميبقاش عندها إلا هدف واحد هو إنها  تهتم بأسرتها وتربي أولادها، ولا واحد قرر إنه مايشتغلش وميتعبش ويعيش بس عشان يتمتع طول ما عنده أهله عندهم القدرة يصرفوا عليه، ولا غيره اللي قرر يعمل أي وكل حاجة من تعب وتضحيات عشان يحقق حلم إتمناه سنين

نشوف كمان الناس اللي حوالينا، من أسرة وأصحاب وأي حد قريب مننا، نشوف شريك حياتنا، هل كل واحد لاقي نفسه في مكانه ده بالدور والمساحة دي في حياة الناس دول، والعكس. هل حاسس إن دي حياتك اللي إتمنتها بجد؟

لو حسيت للحظة إن ده مش مكانك  إمشي ومتقاوحش. عشان ده معناه إنه ماكنش ولا هيكون في يوم مكانك، وإفتكر دايماً إن أرض الله واسعة، دورعلى مكانك اللي شبهك وإبدأ من جديد، ومتضيعش وقت قد اللي ضاع

ماتعملش زي الأهالي اللي بيبقوا عايزين يقيفوا هدومهم ويخلوها على مقاس عيالهم، الهدوم هتتقيف مرة وإتنين بس في التالتة القماشة هتدوب، وهتضطر ترقعها، كلنا بنعمل كده مع نفسنا في أي علاقة، بنحط رقع ونداري عشان خايفين نمشي، خايفين منلاقيش سكة تانية، أو خايفين نتوه


إنت جاي الدنيا رحلة، وفي أي رحلة حلوة لازم تتوه وتلف وتشوف عشان تتعلم، وعشان تلاقي قصص وحاجات تحكيها لما ترجع،  فمتوهش وإنت مرقع!

Wednesday, August 12, 2015

الحلم الكاذب !!

الحلم الكاذب ده حاجة عاملة زي الحمل الكاذب كده، شكلها اللي بره غير الحقيقة اللي جوه، زي الحاجة اللي بتجري وراها النهاردة وشايف الوصول ليها هو حلم حياتك، واللي ممكن بعد ما توصلها تطلع زي سراب المياه اللي في الصحرا

زي الشغلانة اللي ياما حلمت بيها، ودلوقتي بقت مش أكتر من مجرد روتين يومي ممل مالوش أي طعم 
زي الإنسان اللي إتمنيت تكمل حياتك معاه، وااللي بقى مجرد معرفة قديمه،  لبس مبقاش على مقاسك وإديته لحد تاني 
زي الصديق اللي كنت بتعتبره أكتر من أخ، واللي بقى لو إتقال إسمه قدامك ممكن تقعد شوية لحد ماتفتكر هو مين ده 
زي الشهرة اللي عشت مستنيها طول عمرك، واللي بقت زي ماسك لابسه طول الوقت خانقك ومخليك مش عارف تتنفس 
زي ستايل الحياة المبهر أو اللي "بيلمع"، وكان نفسك تعيشه، بقى بالضبط زي باروكة شعر ولا عدسات ملونة، تأثيرهم طول ما إنت بتستخدمهم  أو "جواهم" بس 

زي شكل الجسم المعين، اللي كنت حاطه قدام عينك كنموذج على طول عشان توصله، بقى زي القالب اللي إتحبست فيه   " البنت المزة، الولد الفورمة"  
زي الحاجات أو الهوايات اللي كنت مابتلاقيش نفسك إلا فيها، بس عشان خاطر الناس بطلت تعملها، وبقيت عايش زي الغريب





بنتعب نفسنا كتير أوي عشان نحقق اللي بنحلم بيه،  وتعبنا ده بيروح علي الفاضي، لأننا من الأول مش عارفين إحنا بنحلم بإيه، زي اللي بيبني عمارة من غير أساس، الأحلام مش يونيفورم، يعني مش لازم كلنا نحلم زي بعض أو مع بعض، الأحلام زي البصمة أو نبرة الصوت، حاجة لشخص واحد، وواحد بس. 

فروت سلاد

ولأن كل اللي يعرفني يعرف قد إيه أنا بحب الخضار والفاكهة، وتحديداً الفاكهة، ففي قعدة تجلي كده قعدت أحاول أبص للناس وأصنف شخصياتهم على أنواع فاكهة، ولقيت إن في شخصيات عاملة زي الموزة شكلها مميز ومختلف عن كل الفاكهة، بس ليها قشرة واحدة تتشال بسهولة وخلاص،  وبعد ما تتشال لو متاكلتش في وقت قليل هتسود وتبوظ وتتضطر ترميها، لأن خلاص القشرة اللي كانت حامياها ومخلاياها ماسكة نفسها وعاملالها قيمة راحت. وفي اللي زي الأناناس شكله من بره كده ممكن يقفلك وتكسل تقشره وتروح تستسهل وتشتري من اللي في العلب ده، وتضيع على نفسك متعة طعم الأناناسة الفريش اللي من وجهة نظري من أحلى الفواكه، عشان كده الشخصيات الأناناس دول مابيقربش منهم إلا اللي فاهمهم ويعرف يقدرهم صح. في كمان الناس اليوستفندي، بذرهم كتير صحيح، بس متعرفش تستبدل المزازة اللي في اليوستفندي دي بأي فاكهة تانية، فهتستحمل البذر وقرفه وإنت راضي، نيجي للكانتلوب بقى ودول كتير بصراحة، حاجة كده لاهو مش بطيخ ولا شمام، وأنا شخصيا ً بيفكرني بالخيار، يعني الشخصية اللي مفهاش حاجة مميزة لدرجة إنك تفتكرها بيها، وممكن تستغني عنها بشخصيات تانية كتير، ومش هتحس إن في حاجة ناقصاك. نوسع بقى يا عم إنت وهو للبرنسيسة اللي الواحد بيقعد يستناها بالشهور، المانجة وما أدراك ما المانجة، مابتظهرش إلا في وقت معين بس يوم متظهر تقريباً مابتشوفش غيرها،  ومحدش بيعرف يعمل نفس التأثير اللي هي بتعمله. أما بقى اللي يا ترفعك لسابع سما أو تخسف بيك لسابع أرض، البطيخة، إنت ونصيبك يا برنس تطلع بطيخة حمرا وتنسيك هموم الدنيا يا تطلع لامؤخذة قرعة وتطلع عفاريتك، أحب أختم بفاكهتي المفضلة دائماً وأبداً واللي كنت بتعذب منها وأنا صغيرة بسبب الحساسية بس محدش قدر يفرقنا عن بعض أبداً يا عمري، الفراولة يا جماعة يا جماعة، بصوا أنا مش محتاجة أتكلم عشان هي شارحة نفسها يعني، لا كبيرة زي البطيخة ولا ليها قشرة تخينة زي الأناناسة، صغيرة وسهلة وبنت حلال، بس خلي بالك، بتبوظ بسرعة لو إتسابت، والموسم بتاعها مش طويل، يعني لو معرفتش تتعامل معاها صح، هتخسرها وترجع تندم 

الخلاصة: كلوا فاكهة كتير، اللي مش عاجبك إبعد عنه، واللي تحبه كتر منه.

روح للشر وغنيله!

بنعيش في رحلة هروب من أول ما بنتولد، وعلى طول بنجري من حاجة، من أول ما كنا
صغيرين، لما كان الواحد فينا بيعمل عملة، ولا يزوغ من المدرسة ويتقفش_آه على أيامنا دي كانت عملة_، ولا يجيب كحكة في الشهادة _مصطلح لأجيال ما قبل الألفينات_، كانت أول حاجة بتيجي في دماغنا هو إن إزاي أهلنا ميعرفوش، نفس المبدأ لو كسرنا حاجة في البيت، يبيقى إنه إزاي نداريها أو نتدارى إحنا شخصياً، بعدها الواحد كبر شوية ودخل الجامعة وبقى شاب أو شابة ملو هدومهم كده، لكن نفس الهروب كان بيتكرر لو حد قرر يغير مثلاً مجال دراسته اللي في حالات كتير بيبقى الأهل  اللي مختارينه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكرة الجهر بقرار زي ده بتكون مرعبة، أنا أعرف ناس كتير حولوا من كلياتهم وأهلهم معرفوش لحد ما إتخرجوا
حتى في علاقاتنا الإجتماعية لما بنكون زعلانين من حد أو العكس، بيكون برضه أول حاجة نفكر فيها إنه إزاي نتجنبه ومنشوفوش، ولو الزعل تطور ووصلنا لكره يبقى ندعي ربنا ياخد البني آدم ده، عشان منشوفوش للأبد بقى ونخلص
نسببنا من كل ده، ده حتى بيننا وبين نفسنا لما الواحد بيكون زعلان وداخل كده على بدايات إكتئاب، بيفكر يا في الأكل يا في النوم_ وأحياناً الإتنين_ عشان يهرب من الحاجة اللي مضايقاه، أو لو الموضوع متعلق بقرار أو إختيار مصيري في الحياة، نقرر نتتواكل على قد مانقدر بمبادئ وجمل بنسيء إستخدامها زي (إن شاء الله، ربك يسهلها، أو أنا صليت إستخارة) على أساس إنه كده خلاص القرار هيتاخد من نفسه أول ما الواحد يسلم من صلاة الإستخارة، أو إنه تساهيل ربنا دي بتتباع في كارفور،
كل اللفة اللي بتتعمل دي عشان الواحد يهرب على قد مايقدر عن تحمل مسئولية المخاطرة بتاعة الإختيار أو القرار بنمشي طول حياتنا على مثل "إبعد عن الشر وغنيله"، مع تعميم الشر ده على أي حاجة مش على الخط المستقيم اللي الواحد بيرسمه لحياته،
أو بمعنى أصح الخط اللي إتولد لقاه مرسومله عشان يمشي عليه، بييتعب ويقاوح عشان يقيف نفسه على الخط ده، مع إنه يقدر يرسم لنفسه مليون خط جديد أسهل وأريح، بس بيخاف أو بيهرب، ويقنع نفسه إنه خليك بعيد، عن وجع القلب، يا ابني من خاف سلم، وإبعد عن الشر وغنيله
بس مين قال إن البعيد شر ، البعد عن الحاجة اللي مخوفانا هو اللي بيكبرها وبيديها قيمة فبتتحول مع الوقت لشر، جرب كده قوم روح للشر وغنيله، هتلاقيه بيرقص وهاززلك ديله


يلا باي.

شفتني وأنا ميت !

صحيح الموضوع بدأ بإيفيه بيني وبين نرمين وديدو، وفضلنا نسف عليه فترة ومازلنا بصراحة، بس فجأة كده وأنا قاعدة بفكر في مشكلة مكلكعة كده وجعانة كمان، جه في دماغي التلات أسئلة دول، إمتى هنموت وفين وإزاي، خلينا نبدأ بإمتى، الواحد ممكن يحس إنه ميت لما يبقى عايش في الماضي، لسه موجود في الحاجات اللي خلاص خلصت، بيندم على القرارات اللي معملهاش، والكلمات اللي مقلهاش، اﻷماكن اللي مراحهاش، والناس اللي معرفهاش،  وكل الحاجات اللي وقتها عدى دي. بالنسبة بقى ﻷين، فهيبقى في مكانك، هتموت في جلدك، في نفسك. نيجي بقى لكيف، وأنا سبتها للآخر عشان دي الخلاصة، بصوا يا أسيادنا في كذا طريقة، أول واحدة منهم هي طريقة (اﻷوفردوز) زي المخدرات كده، بس دي بقى أوفردوز مشاعر (حب، كره، هم، حزن، إنتقام، خوف) وآه الحب لما بيكتر زيادة ممكن يموت الإنسان، تاني طريقة بقى هي (بح) وإن الواحد يلاقي نفسه خلص خلاص، وإنه إستهلك كل وأي حاجة في نفسه، لحد ما إتحول لخيال مآتة بس بلسان، الطريقة التالتة بتبقى (الغشامة)، ودي عاملة زي ما يكون حد بيحاول يشغل خلاط بموتور عربية أو العكس، يعني واحد  بتزنقه في مكان أصغر منه، وبتحبسه، فبيموت من الخنقة  والزنقة، أو واحد بتديله أكبر من حجمه ومن طاقته فبالوقت يا بيولع يا بينفجر، فيه بقى طريقة رابعة، ودول الناس اللي بتموت من قلة الحياة، الناس اللي معملوش حاجة خالص من ساعة ما إتولدوا، بيتحطوا في أي مكان وخلاص، أي حد بيحركهم في أي وقت، كأنهم برواز، أو عروسة من اللي تدوس على بطنها تصوت دي، والناس دي بينطبق عليها مقولة زي ما راحوا زي ما رجعوا، وجودهم زي عدمه.
كلنا ميتين أو متنا قبل كده، أو بنموت أو هنموت بطريقة ما، المهم إنك متعجلش بموتك ده، أو ميبقاش موتك بإيدك.