Tuesday, November 3, 2015

العمر واحد

"محدش بيموت ورا حد"، سمعت الجملة دي كجزء من تعليق على قصة اتنين جوازتهم باظت قبل الفرح بحاجة بسيطة عشان حاجات تافهة، بس اللي الأهالي كبروها.
الجملة خلتني أقعد مع نفسي كده وأفكر، لقيت إن آه الحياة بتمشي وبتكمل، ومحدش بيموت ورا حد

الأم بتموت، والأب والأخ والابن والزوج والحبيب والصديق، كل دول ممكن يروحوا، وإنت تفضل وحياتك متقفش وتفضل عايش،
صحيح فيه حتة من روحك بتطفي مع كل عزيز بيروح على حسب غلاوته، بس في نفس الوقت غريزة البقاء عندك كإنسان بتديك زقة عشان تكمل.

أنا فاكرة مرة شفت ست فقدت عيلتها كلها في القصف الإسرائيلي على غزة سنة 2006، وإزاي كانت بتتكلم بمنتهى الثبات وإنها ناوية تبني عيلة جديدة وتخلف أولاد تربيهم وتكبرهم عشان يحاربوا العدو اللي خطف منها حبايبها كلهم، الست كانت متشعلقة في الحياة حرفياً، كانت ماسكة في الدنيا بإيدها وسنانها لأنها فعلاً عارفة قيمتها، وعندها هدف تعيش عشانه، هي عارفة إن كان بينها وبين الموت شعرة وإنه دايماً هيفضل قريب منها، عشان كده قدرت الفرصة اللي جاتلها عشان تكمل في الدنيا، شفت بعد كده زيها في أماكن كتير وبقصص مختلفة، بس كلهم كان عندهم سبب يخليهم يعيشوا ويكملوا.

قررت أقارن بين حال الست دي وبين حالي أنا لما فقدت صديقة –هي لسه عايشة، بس ماتت بالنسبالي- في وقنها أنا كنت متخيلة إن الدنيا خلصت، إزاي هعرف أعيش من غيرها، ده إحنا كنا على طول مع بعض، هقدر أثق في حد جديد تاني زي ما كنت بثق فيها،  طب هعرف أحب حد أوي تاني كده أصلاً، وأسئلة درامية من النوع ده كتير، عدا على الحوار ده سنتين، مقدرش أقول دلوقتي إني نسيتها ولا إني تخطيت الموضوع بشكل كامل.
بس أقدر أقول إن بقى عندي أصدقاء بحبهم وبثق فيهم أكتر ما كنت بحبها وبثق فيها، ودي الحاجة اللي كانت من رابع المستحيلات بالنسبالي إنها تحصل في وقت ما.

لأ يا جماعة، الحياة مبتقفش،  ولا حد بيموت ورا حد، ولا حتى ورا حاجة أو حلم، بنتعب وبنتسحل وبنعجز وبيركبنا الهم وبنحبط، بس بنفضل عايشين، لأنه لسه فينا نفس وطاقة، ولأن لسه عندنا فرصة تانية عشان نشوف ونجرب ونحب ونعرف ونتعلم، لسه قدامنا حياة، وأجلك هييجي هييجي بس في معاده لا حاجة هتأخره ولا حاجة هتستعجله، عشان العمر واحد.

No comments:

Post a Comment