Saturday, March 18, 2017

للكذب أيضاً ألوان

كذب علي صديق عزيز في موقف لم يستدع ذلك، لم أقم بإخباره حينها بأنني عرفت

جلست أفكر لأيام لماذا قد يكذب في موقف عابرلا يتطلب ذلك، بينما الحقيقة هي الطريق الأسهل والأبسط على كلانا، لماذا غامر بمحبتي وثقتي به مستقبلاً، من أجل موقف لا يستحق، فكرت أنه ربما أنا من دفعه إلى القيام بذلك  بالضغط عليه دون أن أشعر، تزاحمت الأسئلة في رأسي، وإحتجت إلى أن أعيد صياغة أفكاري وأسأل ما الذي قد يدفعنا إلى الكذب في المطلق؟

وجدت أن للكذب ألوان مختلفة كألوان الطيف كل لون يعبرعن سبب أو دافع


نكذب لنخفي حقيقية ما أياً كانت صورتها (شعور، موقف، كلمة، شخص، فكرة، ذكرى)، لنحمي أنفسنا من خسائر قد تلحق بنا في حال التصريح بالحقيقة، ونظن حينها أن الأفضل لتلك الحقيقية أن يتم إخفائها، لكن ما هذا إلا ضيق أفق لأن حينها لا يخفي الكذب الحقيقية أو يمحوها بل فقط يؤجل ويصُعب لحظة إكتشافها.

نضطر إلى الكذب أحياناً لنصلح أو نعُدل موقفنا في حال تعرضنا لهجوم، أو لتخطي حدث أو وضع سيء علقنا به، أو دفعنا إليه أحدهم رغماً عن إرادتنا، يكون هذا الإصلاح يكون لحظياً فقط لينتهي بدفاعنا عن أنفسنا ومن ثم إنتهاء الموقف، ولكنه لا يمنع تكرار حدوثه مستقبلاً.

الخوف هو جزء أصيل في طبيعتنا البشرية، نخاف من كل مجهول عنّا، يدفعنا الخوف إلى الهروب والكذب ما هو إلا هروب من كل حقيقة في حياتنا، يأخذ الخوف أحياناً أشكال أخرى، قد يكون دافع الخوف قلة ثقة في النفس، أو غياب القدرة على مواجهة الرفض أو عدم تقبل الآخر لما نحن عليه، نفتقد الأمان فنخاف فنكذب.

نكذب أحياناً تحت شعار الحب، في سبيل أن نرضي من نحب، نُسمعه ما يحب أن يسمع ونريه ما يتمنى فقط أن يرى، أو لنحافظ على حب غير مُقدر له أن يستمر لأن الأساس الذي قام عليه هو الخداع، وما بني على باطل فلن يصلح أبداً.

إذا كانت غايتك الإنتقام فوسيللتك الأمثل هي قلب الحقائق حتى تجعلها جميعاً في خدمة هدفك، قرأت يوماً أن الإنتقام ناراً وما لتلك النار من وقود إلا االكذب

نكذب لنحمي أنفسنا أحياناً، نكذب لأننا نخشى أن نظهر حقيقة ما نحن عليه وما نشعر به ونفكر فيه
نكذب لأننا لم نؤمن بأنفسنا بالشكل الكافي الذي يؤهلنا لمواجهة العالم، أو لخوفنا على أفكارنا أو مشاعرنا

يسوقنا الجهل أحيانا إلى الكذب، لأننا لا نعرف الحقيقية ولم نكلف أنفسنا عناء البحث نلجأ إلى الحل الأسهل وهو الكذب، وقد الذي قد يكزن من خلال حكم سريع  ظالم، أو إنحياز ظالم (تحيز جائر)

يدفعنا الطمع أيضا إلى الكذب، في إمتلاك ما ليس لنا، أو في أن نكون ما لسنا عليه، فنكذب حتى نحقق المكسب السريع بدون جهد، ولكن ما يأتي بسرعة حتماً سيرحل بسرعة
 نكذب لنخفي الفجوة بين ما أردنا أن نكون عليه وبين ما نحن عليه فعلاً، أو لنخلق عالماً يشبه ما حلمنا به ولم نجده أو فشلنا في الوصول إليه.

هناك دوافع وأسباب أخرى للكذب لكن ربما لم أختبرها بعد، الكذب هو فعل مذموم في كل معتقد دنيوي وسماوي، لكنه خطيئة نفعلها يومياً ولن نتوقف عن فعلها طالما وجد البشر على الأرض ولكن على قدر بساطة إرتكابها على قدر عظم إثرها، خطره في أن تعتاده فبذلك تكون إعتدت الزيف،  وتكون كمن مر في الحياة دون أن يعيشها.

تذكر أن الكذب ما هو إلا حبل، متى بدا بالإلتفاف سيلتف حول أقرب عنق له وهو عنقك أنت!
 



1 comment:

  1. صفه سيئه للأسف الواحد بدأ يعملها بداعى و بدون داعى لغايه ما هتبقى عادة ��

    ReplyDelete