بنعيش في رحلة هروب من أول ما بنتولد، وعلى طول بنجري من حاجة، من أول ما كنا
صغيرين، لما كان الواحد فينا بيعمل عملة، ولا يزوغ من المدرسة ويتقفش_آه على أيامنا دي كانت عملة_، ولا يجيب كحكة في الشهادة _مصطلح لأجيال ما قبل الألفينات_، كانت أول حاجة بتيجي في دماغنا هو إن إزاي أهلنا ميعرفوش، نفس المبدأ لو كسرنا حاجة في البيت، يبيقى إنه إزاي نداريها أو نتدارى إحنا شخصياً، بعدها الواحد كبر شوية ودخل الجامعة وبقى شاب أو شابة ملو هدومهم كده، لكن نفس الهروب كان بيتكرر لو حد قرر يغير مثلاً مجال دراسته اللي في حالات كتير بيبقى الأهل اللي مختارينه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكرة الجهر بقرار زي ده بتكون مرعبة، أنا أعرف ناس كتير حولوا من كلياتهم وأهلهم معرفوش لحد ما إتخرجوا
حتى في علاقاتنا الإجتماعية لما بنكون زعلانين من حد أو العكس، بيكون برضه أول حاجة نفكر فيها إنه إزاي نتجنبه ومنشوفوش، ولو الزعل تطور ووصلنا لكره يبقى ندعي ربنا ياخد البني آدم ده، عشان منشوفوش للأبد بقى ونخلص
نسببنا من كل ده، ده حتى بيننا وبين نفسنا لما الواحد بيكون زعلان وداخل كده على بدايات إكتئاب، بيفكر يا في الأكل يا في النوم_ وأحياناً الإتنين_ عشان يهرب من الحاجة اللي مضايقاه، أو لو الموضوع متعلق بقرار أو إختيار مصيري في الحياة، نقرر نتتواكل على قد مانقدر بمبادئ وجمل بنسيء إستخدامها زي (إن شاء الله، ربك يسهلها، أو أنا صليت إستخارة) على أساس إنه كده خلاص القرار هيتاخد من نفسه أول ما الواحد يسلم من صلاة الإستخارة، أو إنه تساهيل ربنا دي بتتباع في كارفور،
كل اللفة اللي بتتعمل دي عشان الواحد يهرب على قد مايقدر عن تحمل مسئولية المخاطرة بتاعة الإختيار أو القرار بنمشي طول حياتنا على مثل "إبعد عن الشر وغنيله"، مع تعميم الشر ده على أي حاجة مش على الخط المستقيم اللي الواحد بيرسمه لحياته،
أو بمعنى أصح الخط اللي إتولد لقاه مرسومله عشان يمشي عليه، بييتعب ويقاوح عشان يقيف نفسه على الخط ده، مع إنه يقدر يرسم لنفسه مليون خط جديد أسهل وأريح، بس بيخاف أو بيهرب، ويقنع نفسه إنه خليك بعيد، عن وجع القلب، يا ابني من خاف سلم، وإبعد عن الشر وغنيله
بس مين قال إن البعيد شر ، البعد عن الحاجة اللي مخوفانا هو اللي بيكبرها وبيديها قيمة فبتتحول مع الوقت لشر، جرب كده قوم روح للشر وغنيله، هتلاقيه بيرقص وهاززلك ديله
يلا باي.
No comments:
Post a Comment