Saturday, August 22, 2015

"إن زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده"

كتير أوي كانت ماما بتقولي المقولة دي زمان_يمكن هي متفتكرش دلوقتي بس أنا فاكرة_، من المرات اللي علقت في دماغي، لما قلتلها إني هاكل جزر كتير عشان أنا نظري ضعيف وسمعت إن الجزر بيقوي النظر فقالتلي الأول إن مهما كلت فالفايدة هتدخل الجسم بمقدار معين وقعدت تشرح الموضوع من ناحية طبية وعلمية، وفي الآخر قالتلي إن الحاجة لما بتزيد عن حدها ممكن تتقلب لضدها، فكتر الحاجة المفيدة
ممكن يقلبها لحاجة مضرة، لما كبرت شفت المقولة دي بصور تانية
 لما بتكون كإنسان محدش من اللي حواليك مستني منك حاجة، أحياناً ده بيكون شيء مريح، بيديك براح وحرية إنك تجرب وتشوف، وساعتها لو نجحت هتبقى عملت إنجاز، ولو فشلت ماهو محدش كان مستني منك حاجة أصلاً، على الناحية التانية  بقى اللي بيبقى كل اللي حواليه مستنيين منه طول الوقت، في الظاهر ومن بره ده بيبقى شكله (ثقة) أو (حب) أو (تشجيع) للشخص ده، وإن اللي حواليه كلهم واثقين ومآمنين بقدراته، والثقة دي بتحطه تحت ضغط إنه لازم يعمل الحاجة اللي هم متخيلينها دي، ويبدأوا يحاسبوه على الأساس ده.

 الموضوع بيبقي إن اللي حواليه بيحاولوا يحققوا أحلامهم اللي معرفوش أو ملحقوش يحققوها من خلاله، يرجعوا الوقت أو الفرص اللي ضاعت منهم من خلاله، من الآخر يعوضوا اللي فاتهم، أو يعيشوا حياتهم من تاني من خلاله برضه،  من غير ما يحسوا بيسحبوا من حياة وطاقة وروح الشخص ده، وبييجي يلاقي  نفسه فجأة  خلاص شطب، مش قادر يعمل حاجة خالص ومش عارف يجيب طاقة تخليه يقدر، بيحس بالعجز لأنه عارف الحاجة اللي نفسه يروحلها بس مش قادر، وبيحس في نفس الوقت بإحباط لنفسه ولكل اللي وثقوا فيه وشجعوه وحبوه دول.
ويبيقى قصاد كل كلمة (إنت عبقري، إنت هايل، ليه مش بتستغل مواهبك) مش عارف يقول إنه مش قادر وإنه عايش بالزق أصلاً، لأنه شايل همومه وهموم غيره.

الحرية اللي ممكن الأهالي يدوها لولادهم  بنفس دوافع  الثقة والحب والتشجيع، الأب أو الأم من دول يقول " أنا عارف أنا مربي ولادي إزاي وبثق فيهم، ومديهم حريتهم عشان مش عايز أخنقهم"، وتبقى دي الشماعة اللي بيتعلق عليها عدم المتابعة والإهتمام والرعاية، والعلاقة اللي بتتحول بمرور  الوقت لعلاقة أوتوماتيك، زي العلاقة بمكنة ال(إيه تي إم) بالضبط، مع إنك ممكن تدي إبنك أو بنتك الحرية بس مترميش طوبته يعني، ومتبقاش عارف هو في سنة كام ولا بيحب إيه، ولا مين أصحاب بنتك وبتحلم بإيه، يبقى حر بس في نفس الوقت يعرف إن ليه ظهر وسند واقف وراه من غير ما يكون كاتم على نفسه

كلامي ده مش معناه إن محدش يحب ولا يثق ولا يشجع حد، بس ساعات الحاجات دي لو الواحد متحكمش في طريقتها ولا في دوافعها، بتبقى بالضبط عاملة زي الجزر اللي كنت باكله وأنا صغيرة،
الحاجة المفيدة اللي لما بتزيد عن حدها ممكن تتقلب لضدها.

No comments:

Post a Comment